النهاردة الصبح إصتبحت ع الريق على صوت واحد عربجي عمال بيضرب حماره الغلبان، قال إيه؟ كان عايز يخليه يشد العربية الكارو بتاعته اللي بصراحة كانت متروسة على عينها، والحمار المسكين فيص منه خلاص، يمكن كان العربجي فاكر يا واد إن الحمار المعضم ده اللي عايش يادوب على التبن وعمره ما شم ريحة الفول حمارقليس أو شموشون الجبار ولا إية؟ والمصيبة بقى إن الناس اللي إتلمت على الواد العربجي كانت عماله توبخه وتشتمه وتقوله أما صحيح إنك رجل حماااااااااااار ما ترحم الحمار يا حمااااااااااار، ياحمااااااااااااار؟ بالذمة دا كلام يا أصحاب القلوب الرحيمة؟ بدل ما بتكحلوها بتعموها ؟ طب هو الحمار ذنبه ايه؟ دا يا عيني عمال بيتشتم على الفاضي وع المليان، مش كفاية أنه راضي بالهم وكمان الهم مش راضي به، جتنا خيبة في خيبتنا، بنحمل الحمار بلاوي وذنوب الدنيا كلها ، وهو بجد لا ليه لا في التور ولا في الطحين، دا حتى الموسيقار سعد الصغير لما غنى له ودلعه شوية في أغنيته الخالدة "بحبك يا حمار" كان باينه عايز ياكل عيش على قفى أم الحمار، و أكيد دا كان قول حق أراد به باطل، بقى يعني عشان حظك المنيل يا حمار انك عايش وسطنا ومش في أي دوله أوروبية محترمة تتبهدل كدة ياواد؟ والنبي دا انت كنت هناك إتهننت وإتبغددت ومش قليل لو ما كنتش لبست هناك الروب دي حمر، كل ده علشان إتولدت في بلد بصراحة كل ناسها عذاب وواخدة كل حاجة بالعافية و بالذراع، وبدل ما الواحد منهم ياخد باله وهو سايق لا دا بيروح شاتم اي واحد يهوب ناحيته و يسمعه كمان بق حمضان وطبعا مستخدما الأستعارة المكنية في كل كلامه زي "مش تفتح عينك ياحمار" وفي النهاية بترسي غالبا على إنه بياخد له برضة علقة سخنة ما أخدهاش حمار في مطلع، الغريب بقى إن حتى أعلى طبقة في مجتمعنا اللي هي المفروض تبقى قدوة لينا وعلى رأسهم الاطباء مثلا هي كمان بتعوم على عوم العوام اللي مثلا بتشتم اي زميل لها عالج قبل كدة المريض بتاعها وطبعا بالقول المأثور اللي كلنا حافظينه "مين الحمار اللي عالجك قبل كده يا باش مريض؟.. طب بزمتك إيش دخل أم الحمار في الطب؟ الرحمة بقى يا عالم، الظاهر أن المجتمع بتاعنا من كبيره لصغيره ما بيتشطرشي باينه الا على الحمار بعد ما ضاعت منه البردعة وأتأممت؟ تصدق انهم علمونا وأحنا صغار إن التكرار بيعلم الحمار؟ بالذمة ده كلام؟ تكرار مين يا أبا؟ دا أغبى حمار بيحفظ الطريق على طول من مرتين ع الاكثر وبعد كدة والنعمة بيبقى أكسبريس، اما احنا فاللي بنعيده بنزيده وبرضة مفيش فايدة وماحدش يا أخوانا فينا باينه عايز يتعلم، طب بزمتك مش أحنا بقالنا ربع قرن بنقول ونكرر كل يوم في التليفزيون والاعلام والصحافة الحكومية المعفنة بتاعتنا اننا بنعيش عصر الديمقراطية والحرية ؟ طب ليه محدش مننا بقى راضي يصدق؟ بالك إنت الحمير اللي أحنا بنقول عليها غبية وحياتك صدقت ده من أول مرة وريحت نفسها بجد وارتاحت، مش قلت لك والله أحنا ظالمين أم الحمير دي. صحيح إن أنكر الاصوات هي بجد صوت الحمير، بس هو مين قال إن الحمار أدعى في يوم من الايام أنه صوته حلو؟ أو أنه كمان بيعرف يغني؟ هو أنت عمرك شوفت حمار بينهق على الفاضي وعلى المليان؟ يعني أنت عمرك شفت يا باشا حمار عامله فيديو كليب وجايب له شوية حمير عريانة ولابسه ملابس يادوب فوق الودن وعمالة تترقص بمياصة على صوتة المنيل بستين نيلة في القناة الفضائية الحميرية؟ آه أي نعم هو صوته وحش شوية وفي دي يمكن عندك حق، بس ما هو اكيد عارف كدة وعارف قيمة نفسه برضة وعلشان كدة بتلاقيه لا بيلت ولا بيعجن، دا يادوبك هما كلمتين ورض غطاهم "إي آه.. إي آه" ودول كافيين بصراحة إن أي حد من أبو الزمل بيسمعه حتى ولو كان على بعد خمسة كيلو متر وكمان يرد عليه ، صلاة النبي شايف الاهتمام يا أبا، دا الحمار بيسمع الكلام وبيهتم أهو مش زينا أحنا اللي بنتكلم بنتكلم ومفيش حد مننا عايز يسمع، أما الحمار فهم كلمتين وبصراحة فيهم الشفا، شابو ياحمورة يا أمورة دا انت بجد كميلة خالص، طيب و صابور، كفاية أنك بتتحمل تقل دمنا اللي بصراحة يلطش ورغم ذلك حاطت جزمة باتا برضة في بقك وساكت، والنعمة دا أنت تاريخك مشرف ياولا وقايم طول عمرك بعمل كبير ومحدش واخد باله، دا يكفي إنك رافقت النبي عزير ومت معاه 100 سنة بحالهم، تخيل؟ 100 سنة حتة واحدة، وحتى لما رجعتلك الحياة تاني ياحوحو كنت كمان بيان على المعلم وبكدة فهم منك عزير عمليا عملية النشأ والخلق، دا يكفي ان السيد المسيح ركبك يا باشا ودخل بيك أورشليم وهو شايل غصن الزيتون كرمز للسلام، ولا دون كيشوت اللي كان بيحارب طواحين الهوا هوايا إللي فضلك عن حصانه اللئيم، وبصراحة كدة وبالفم المليان لولا حمار جحا أو حمار توفيق الحكيم ما كانوا لقوا أي حاجة يحكوها لنا، وعلشان كدة اللي عرف قيمتك إستعار إسمك على طول واشهر مثال على كدة كان أخر خليفة مرواني من بني أمية أللي كان صابور أووي لدرجة تعل لدرجة ان لقبه صار مروان الحمار، تخيلوا بقى امير المؤمنين لقبه بقى الحمار؟ وبصراحة دي لو حصلت دلوقتي لكانت طارت فيها رقابنا من أمير المؤمنين، أما الرعية فأقصي لقب وصلنا ليه في العصر الحديث فكان من نصيب عمنا الجحش بتاع الفول اللي موجود عندنا في ميدان السيدة وبعد كدة أنسى يا أبا، بس بصراحة أحنا كنا زمان نعز الحمار أووي عن كدة ولولانا زمان ماكان حد عرف قيمة الحمار، دا أحنا كنا اول من أستأنسناه، لدرجة انك راح تشوف صورته على كثير من جدران المعابد المصرية القديمة ، وأشهر اله مصري زمان وكان أسمه الاله ست كان راسه راس حمار، وبما أن المصريون ورثوا كمان العادة المنيلة دي بتاعة تقديس الحكام فتلاقينا ساعات بنتخيل حاكمنا دماغه زي دماغ الالة ست وده طبعا في سرنا أكيد، تخيل بقى يا سعادة الحمار إن رأسك كانت راس آله وعليه القيمة كمان، وتعالى شوف بقى دلوقتي اللي المصريين بيعملوه في راسك دول بيقطعوها وبيرموها قوام في الترعة علشان ماحدش ياخد باله أن اللحمة بتاعتك مش بقري، شوف قلة الادب بقى يعني ما خطرش على بال واحد من جزاريين الحمير الجدد أنه يبتكر فتة بلحمة راسه؟ والنعمة دي راح تكون أكلة شعبية زي العسل وتضرب لانشون الخيل الموجود بالهبل في بلجيكا أو فرنسا في السوق؟ عليكي العوض يا مصر يا محروتة خلاص الناس راح منها الضمير وحب الابتكار، نقول أيه ولا أيه ياحمار؟ بصراحة والنعمة خمسة وخميسة عليك وعيني عليك باردة ياواد، وبالأمانة وبجد وبيني وبينك أنا نفسي أبقى زييك-عارف ليه؟ علشان أتكلم بحرية وأقول كل اللي في قلبي وأتنقل ومفيش أي عيون تراقبني وخصوصا عيون الولية ام أحمد جارتنا وحياتك أنا نفسي ان سعري بجد يرتفع زييك كدة بعد ما خلاص ماعدش لينا قيمة خلاص في بلدنا، وأعيش وأكل واشبع واستمتع بالحب وأتجوز في سن صغيرة زييك يا عمنا، ولا أشيل هم أي حاجة واكون كدة عيلة أننة، وياريت أرضى بقليله وأتعلم منك الصبر على أصوله وده ياباشا علشان احافظ على مرارتي اللي خلاص أتفقعت وكمان أريح أعصابي اللي خلاص بقت فحمة، جتنا نيلة في حظنا الهباب شوف بقي أنا بصراحة بأحسدك ياحمار على كل ده، بس بأرجع وأقول أحسدك على أيه يا حسرة؟ دا أنت لسه برضة زينا بتعاني من سياسة الاستحمار من أسيادنا المستحمرون، تفتكر ح يجي الوقت اللي مش راح نعاني فيه؟ ما أظنش ولو حصلت يبقى موت ياحمار.
والله معاك حق انا شايف موضوع تقديس الحكام ...بس ياترى فعلان فى المجتمع الحميرى فى موضوع تقديس الحكام ..ولا احنا المفروض نحسد حوحو كمان ان مفيش تقديس للحكام عندهم ...طيب والله ده كده يبقوا احسن مناصحيح انا بتخيل لو مكنش فى حياتنا حمير ..كان الانسان عمل اه...سؤال صعب ..كان لازم بقى نخترع صروخ من زمان من ايام الفراعنة ..ونطلع ندور على حوحو.... اى حوحو فى كوكب تانى بدل ما نحرق قلبنا وندور على اكسجين فى المريخ...ويمكن اكتشفنا حوار الاستنساخ ده من زمان ويبقى بدل النعجة دولى يبقى الحمار حوحو ..وعجبى...
ReplyDeleteمدونتك حلوة بس عاوزة دماغ
ReplyDeleteاهنيك
استمر