Sunday, February 24, 2013

نهارك أبيض


ساعات كتير بأتعجب من ذاكرة الناس السمكية،  أكنهم يعني مش عارفين إننا برضه فاهمين الفولة، قال إيه؟ كان زمان مفيش تحرش وإن الناس زمان كانت مؤدبة جدا وإن الستات كانت تقدر تمشي عادي كدة بالميني جيب ومحدش طبعا كان بيكلمهم، طب بزمتك ده صحيح؟ طب على الشريف كان بيهبب ايه ورا برلنتي عبد الحميد في فيلم العش الهادي؟ طب الناس أم عيون جريئة اللي كانت مرزوعة عندنا في الحتة ليل ونهار على القهوة كانت بتهبب إيه لأي واحدة معدية في الِشارع؟  أنا أفتكر إن واحد صاحبي لما كنا لسة عيال مراهقة كان كل لما يزهق م  الدنيا أوبنت الجيران تتقل شوية وتختفي كان بيروح واقفله حبة في طابور الجمعية أهو برضة يطرى عن نفسه حبة؛ أنا اتوقع دلوقتي إن  الواد ده بقى أكيد حاجة كبيرة وأكيد شهبندر الثورجية في ميدان التحرير. عارف كان في واحدة وربنا لو شفتها تصعب عليك؟ وكنت ممكن تجرى بسرعة ع الأجزخانة وتجيبلها زجاجة ميكروكروم أو حتى جنتياينا (كوبيا) عشان بس تهديلها شوية الحبوب اللي كانت طافحة في وشها زي المجاري ومدارية على اثار الجدري القديمة اللي كانت هارية سحنتها، تصدق إن الست دي؟ ما كانتش برضة بتسلم هى كمان م المعاكسة، طب تصدق إن التحرش زمان ماكنش بيعتق لا راجل ولا ست؟ وكنت بتسمع صويت الستات و ساعات الرجالة ع الصبح كدة وكان بيقى مختلط طبعا مع صوت أم كلثوم وهي بتصبح علينا أول ما الصبح يشقشق والإتوبيس يتحرك، كانت اسهل حاجة لما تلاقي واحد واخدله كدة ألم أو قفى ع الصبح وبعدها يفضل يحلف أيمانات إنه مظلوم وربنا وإنه يا حرام ماهوبش نحو الست او الجدع من أساسه، أنا فاكر مرة كنت راكب مع أبويا الله يرحمه الاتوبيس وفجأة سمعنا صوت واحد عمال بيزعق لواحد تاني وبيقوله مش حرام عليك؟ بقالك ساعتين يا مفتري واقف وريا لما هرتني وأنا متنيل ساكت، الغريب إن الاتوبيس كله ساب الأفندي اللي كان بيعمل كدة ونزلو تريقة يا حرام على المستغيث، لدرجة إن واحد م الركاب اللي كان مسحوب من لسانه ساعتها قاله ساعتين يا راجل وساكت؟ واللي خلاك سكت ساعتين إستحمل يا معلم؟ الغريب بقى إن المتحرش بيه لم يتحرك وفضل برضة واقف وراه وكل اللي قدر عليه إنه قاله نهارك أبيض، الأغرب بقى هو رد فعل المتحرش به إنه اول ما سمع كلمة نهارك أبيض إتلم وسكت وإسستسلم لقدره ههههههه ياحرام،  وحتى لما روحت البيت وما كنتش فاهم هو في ايه حصل؟ ولسه بسأل أبويا الا لقيت ألم نازل تراخ على وشي، وجات أمي الله يرحمها وقالت نهارك أبيض يا راجل بقى بتضرب عيل صغير  عشان بيٍسألك على حاجة هايفة؟ راح قايلها هي دي برضة حاجة هايفة أو تتحكي؟ يادي نهارك أبيض!!!!  أنا أتعقدت خلاص م الكلمة دي بعد الألم المعتبر اللي أخدته، بس سبحان الله زي ما يكون شكل الراجل اللي قالها لسه برضة محفور في ذاكرتي، شنبه كان رفيع كدة زي أنوكل تيفة (زين العشماوي) الشيك وكان وشه مدي شوية على علاء الأسواني اللي كل ما أسمعه وأشوفه أقول سبحان الله ده مش واخد منه بس الشكل وأفضل مستني لما يقول في نهاية حديثه نهاركم أبيض، بصراحة شخصية لا تمحى أكيد م الذاكرة لا بألم أو من غير ألم، المهم تلف الايام وربنا كرمني وسافرت الى برلين وكان طبعا لزوم المنحة إنك لازم تلتحق بكورس لتعلم اللغة يعني ورغم إني ساعتها كنت دراس اللغة أصلا في مصر وطبعا من غير ماحد يطلب مني دوة وبلغ بيا الجبروت ساعتها إني قعدت كدة يجي خمسة سنين لابد في معهد جوتة، بس للأمانة  كان مستوايا في اللغة الألمانية كدة ولا الريس مرسي وهو بيلعب بالانجليزية لعب، تقدر تقول أبيض يا ورد أبيض يا جير، المهم جاتلنا مدرسة في برلين عايشة في الدور حابة وكانت غاوية فرد عضلات علينا وكانت بتحاول تثبت لينا طول الوقت عظمة اللغة وإن اللغة الألمانية دي دقيقة جدا وإن مفيش كلمة أو فعل في الدنيا دية يا بشر إلا موجود عندهم، بصراحة فكرتني بجارنا فاروق البقال اللي كان زالل إمنا إنه أحسن واحد في البيت بيشوي لحمة، وفضلت ع الحال ده كتير، لحد ما الواحد قرف وأتنفخ منها، وكنت بقول مش لو كنت أعرف أرد كنت وقفتها عند حدها؟  علام ايه القرف ده اللي تعلمته في مصر؟ يكونش الالماني بتاعنا يا واد في مصر مضروب ودايس عليه الترامواي؟   المهم عشان ما أطولش عليكم وتنامو مني آخر ما زهقت من أمها قلتلها نهارك أبيض (بالعربي)، قالتلى أفندم بتقول إيه (طبعا بالالماني)؟   قلتلها أنا أتحداكي يا فراو إنت لو قلتيلى دلوقتي فعل واحد ألماني يوحد ربنا بيوصف واحد واقف لازق ورى واحدة ست في الأتوبيس؟ قالت وواقف ليه وراها؟ ما الاتوبيس كبير، قلتلها واقف بقى وبمزاجه ليك شوق في حاجة؟ قالت ده ممكن يكون نوع من انواع التحرش ويعاقب عليه القانون؟  قلتلها انا عايز الفعل؟ قالت مفيش فعل معين يمكن... قلتلها يمكن؟  طب والنبي بقى تسكتي وتركني بقى على جنب حبه لان أحنا بالصلاة ع النبي عندنا لها فعل ومفيش واحد في مصر ما يعرفوش وبنصرفه زي فعل زاين بتاعكم كدة (فعل يكون بالألماني)، قولي ورايا يا حلوة............ ولا بلاش نهارك أبيض.

Wednesday, February 20, 2013