Tuesday, September 9, 2008

الوغد.......قصة قصيرة




نعم أحبائي سوف أتكلم معكم اليوم عن تعلقي الشديد بها منذ زمنا طويلا ، للأسف أنا أعتبر نفسي مثالا حيا لمعظم شباب حارتنا الذين يعانون من الفقر والحرمان والضعف في ذلك الزمن العطن والردئ، ولكني بامانة ما زلت أحلم بهبوط ثروة طائلة على من السماء تنتشلني من فقري المدقع هذا ومحققة لي على الأقل أحدى أمنياتي المتواضعة، ولكني أيضا لابد أن أعترف لكم بأني لم أفعل أى شئ يكاد يذكر طول حياتي الطويلة البائسة لكي أحقق أحدى تلك الامنيات واهمهم كان بالطبع الوصول الى قلب محبوبتي التي كم حلمت بها ومازلت أحلم بها حتى الآن، كم حلمت ان تلمس يداي جسدها الغض ومع ذلك لم أجرؤ يوما من الأيام مطلقا على الاقتراب منها أوحتى التحدث اليهاعلى أنفراد، ولست أدري لماذا لم تتطاوعني نفسي على فعل ذلك الشئ البسيط؟ هل أفتقدت للشجاعة؟ أم الفقر الشديد وقصر اليد؟ أم مازلت أخاف من صاحبها الشرس الذي يهتم بها أكثر من اللازم و تكاد عينيه تلتهمها أثناء ذلك الأهتمام؟ أما أنا فللأسف فقد أكتفيت فقط بأختلاس بعض النظرات السريعة اليها وغالبا ما كان ذلك من خلف شباك حجرتي الخشبي القديم وبالطبع دون أن يلمحني أحد وخاصة صاحبها ذلك الوغد الذي لا يعرف الرحمة في تعامله مطلقا. كم أمقته ذلك القواد الذي لا هم له الا جمع المال وتكديسه في جيب جلبابه القذر وأن أضطرته الظروف فقد يتخلى عنها بسهولة وبالتأكيد لمن يدفع له أعلى سعر، اليوم تتطلعت اليها وكانت مشرقة كعادتها ولكنها للاسف كانت في صحبة اقرانها الائى قد يشبهونها من حيث الشكل ولكن معظمهن قد افتقدن لتلك الاشراقة الواضحة التي قد تتميز بها عن الآخرين والتي أجزم أني أكاد احسها بدون حتى النظر اليها أو بعد أن أشم عبيرها الخلاب، وأحيانا كنت لا أتمالك أعصابي أذا نظرت اليها لفترة طويلة ودائما ما كنت أخاف أن تفضحني دقات قلبي ولذلك غالبا ما كنت ألجأ الى عمل شيئا أخرا كتناول ساندوتش الفول المعتاد لتناسي الموضوع برمته، واليوم وفي الصباح الباكر خطرت لي فكرة قد تكون في أعيونكم جريمة شانعاء ولكن أخواني أليس ذلك ما يقوم به صاحبها القواد معها هو أيضا بجريمة؟. وأليس هذا أيضا بجريمة عندما يداعبها ويقلبها مرارا بين يديه الغليظتين ومتباهيا بذلك أيضا امام أعين المارة في حارتنا الفقيرة؟. أكد أحلف لكم ان أحيانا ماكنت ألمح نظرات النشوى في عينيه عندما كان يقوم بذلك، وقد حانت لي الفرصة بالفعل لعمل شيئا مضادا فها هو صاحبها قد أبتعد عنها للحظات واظن أنه كان في أحدي مهماته الدنيئة قائما بايصال احدى رفيقاتها الى أحدى راكبى السيارات الفارهة باحثي المتعة. معذرة أحبائي لم يعد لدي وقت لاشرح لكم بالتفصيل فقد قمت منذ قليل بتنفيذ ما فكرت به اليوم صباحا فقد أقتربت منها فاتحا ذراعي ومداعبا ومتوقعا أن ترتمي هى أيضا في أحضاني كما كانت تفعل مع الآخرين أوكما كان يحدث دائما في أحلامي المتكررة ولكنها للاسف لم تتحرك من مكانها أطلاقا، فعاتبتها قائلا بصوت دفين وحزين يا أمنية عمرى الوحيدة ها نحن قد ألتقينا أخيرا ولكنها للأسف لم ترد على أو تفعل أي شيئا يذكر ، فقلت لها لما لا تنطقي أوتبادليني نفس الشعور ولكنها أيضا لم تبدي لي أي أهتمام بي فصرخت بصوتا عاليا يا حبيبتي لقد تحركت أخيرا وها أنا قد أقتربت وأكاد أكون قد دنوت من تحقيق حلم السنين وأنا الآن على أستعداد أن أفعل الكثير للوصول اليك لكي أروي عطش السنين مهما كلفني ذلك من ثمن ولكن بالله عليك لما لا تردين على؟ ولكنها للأسف التزمت الصمت أيضا، وفجأة ظهر صاحبها اللعين مرة أخري صائحا وقائلا لقد حذرتك مرارا من الاقتراب منها أو من أقرانها واليوم لابد ان تدفع ثمن ذلك غاليا ثم هجم على محاولا أقتناصها من بين يدي فقاومته بشدة ولكن فجأة أثناء عراكنا سقطتت أمنيتي الوحيدة في تلك الدنيا من بين يدي مـتألمة ومتكسرة الى اجزاء كثيرة ومتبعثرة على أرض حارتنا القذر، ولم يستمر ذلك كثيرا حتى هجمت على أشلائها المتناثرة مجموعة كبيرة من الجائعين آتية من كل فج عميق ولم يبقوا على أي أثر يذكر لها ، ونظرت بأسى الى أفواههم الجائعة الملوثة بلحمها وتحصرت على حلم السنين الذي تهاوي في لحظات أمام عيني، بالطبع لم أذق منها شيئا على الأطلاق بل على بالعكس فقد أذوق اليوم شيئا بديلا عنها في قسم الشرطة حيث أنه من المتوقع ان توجه لي تهمة السرقة بالاكراه، وياليتني كنت قد فعلتها من زمان بدلا من كل ذلك الحرمان واللوعة الطويلة، فيا حسرتي فقد أكتفيت فقط بالنظر اليها يوميا من خلف شباك حجرتي بينما كان صاحبها تاجر فاكهة حارتنا الوغد محاولا بيعها لزبائنه الدائمين بينما أنا فقدكنت ومازلت غير قادر على شرائها او شراء أحدي أقرانها منه



3 comments:

Anonymous said...

بجد جامده الواحد صدقك فى الاول وفى الاخر مش عارفه نفسى اعمل ايه
خلتنا انفعلنا معاك اوووى وفى الاخر نفسنا نضربك وده احساسى الشخصى
بس تحفه

Anonymous said...

كان في أحدي مهماته الدنيئة قائما بايصال احدى رفيقاتها الى أحدى راكبى
السيارات الفارهة باحثي المتعة

هههههههههههههههههه

جامده جدا

لولا بس انك حاطط صورة البطيخة
كان الواحد صدق بجد
نسمات

Unknown said...

حلوة ياتراكيبو
بس الصورة فعلاً
للأسف كشفت المفاجأة